اشتهرت هذه الليلة عند المتأخرين وذكروا أن فيها تُكتب الآجال وتُقدر المقادير إلى مثلها من السنة القادمة، وبعضهم فسر بها قول الله تعالى:  إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ  إلى قوله:  فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ  وقد اشتهر عند كثير من الدول إحياء هذه الليلة والتعبد فيها ومع ذلك لم يثبت فيها حديث صحيح ولا قول صريح عن الأئمة المقتدى بهم ولا عن الصحابة وعلماء التابعين وما روي فيها من الأحاديث غير صحيح، وقد صحح بعض المتأخرين حديثًا منها أو حديثين واعتمد في التصحيح على تعدد الطرق، ولكن تلك الطرق اشتهرت عند المتأخرين، والغالب أنها تكون من سرقة الأحاديث؛ فإن الكثير من الضعفاء إذا رأى حديثًا مشهورًا سرقه وركب له إسنادًا، كما يذكر ذلك المؤرخون في تراجم الرواة، وقد ذكر سماحة شيخنا ابن باز رحمه الله أنه لم يثبت في هذه الليلة حديث يعتمد عليه في إحيائها، فعلى هذا لا يجوز تخصيص تلك الليلة بقيام جماعة أو فرادى، كما لا يجوز تخصيص صباحها بصيام، وإنما هي ليلة كسائر الليالي، لا فرق بين قيامها وقيام ما قبلها وما بعدها. والله أعلم.