فإن جنس الجن أرواحٌ بلا أجسام، ولكن الله أقدرهم على أن يتشكَّلوا، فهم يتصورون بصور الإنس وبصور الدوابّ سواء كانوا ذكورًا أو إناثًا، ومتى تصوَّروا بصور الإنس تمكَّنوا من النكاح والوطء والجماع الذي يكون بين الرجال والنساء، ولكن لا أذكر دليلا نقليا يُثبت وقوع التزاوج بين الإنس والجن وإنما الواقع أن الجن يتلبَّسون بالإنس وقد يكون ذلك عن محبة وعشق فيتلبَّس الجنيّ بالأنثى من الإنس حتى يتخيَّل إليها أنه يُجامعها كما يفعل ذلك زوجها، وقد يرى أن مُجرد المُلابسة لذَّة يستمتع بها، وهكذا الأنثى من الجن تعشق الرجل من الإنس وتُلابسه، ومن آثار المُلابسة تتلذَّذ بذلك كما يتلذَّذ الإنس بعضهم من بعض، وهناك حكايات عن العوام فيها أن كثيرًا من الرجال تزوجوا بنساء من الجنّ ولكن لم يُذكر أن هناك توالد بينهما وإنما يحصل مُجرد الاستمتاع، وقد كتب كثير من المُتقدمين والمُتأخرين مُؤلَّفات في صفات الجن وأحوالهم، ولا بد أنهم تطرقوا لكيفية التزاوج الذي بينهم.